قنابل إسرائيلية تسقط على قواعدها ومستوطناتها.. خلل أم رسائل داخلية؟

حادثة غريبة تتكرر للمرة الثانية في أقل من شهر داخل إسرائيل، حيث أعلن جيش الاحتلال أن طائرة حربية إسرائيلية أسقطت قنبلة قرب قاعدة رامات ديفيد الجوية في الشمال، بسبب ما وصفه بـ”خلل تقني”. الجيش قال إن إسقاط الذخيرة تم بشكل “مسيطر عليه” للسماح بهبوط آمن للطائرة.
لكن الحادث لم يكن معزولًا، بل يُضاف إلى سلسلة من الإخفاقات العسكرية الميدانية، التي جعلت القنابل الإسرائيلية تسقط داخل أراضيها، بما في ذلك على مستوطنات وجوار مدنيين. ففي أبريل الماضي، سقطت قنبلة من طائرة كانت في طريقها لقصف غزة قرب مستوطنة نير إسحاق، وأعلن الجيش أن الخلل تقني أيضًا.
وفي يونيو 2024، أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة باتجاه قطاع غزة لكنها انحرفت عن هدفها وسقطت قرب السياج الحدودي داخل إسرائيل، ما أثار قلقًا أمنيًا كبيرًا، خصوصًا مع عثور فرق الجيش لاحقًا على قنبلة زنة 500 كغم سقطت من مقاتلة إف-15 في منطقة سكنية داخل موشاف ياتيد.
رغم عدم تسجيل إصابات في أي من هذه الحوادث، إلا أن تكرارها بتلك الوتيرة طرح تساؤلات واسعة بين محللين ومراقبين إسرائيليين، إذ بات الخلل التقني مفردة مكررة تثير الشكوك. صحيفة يديعوت أحرونوت وصفت حادثة نير إسحاق بأنها “استثنائية ومقلقة”، مشيرة إلى أن فقدان السيطرة على الأسلحة في الجو يعكس خللًا هيكليًا لا تقنيًا فحسب.
الحوادث تأتي أيضًا في ظل تصاعد الضغط النفسي والعملياتي على الجيش الإسرائيلي، الذي يواجه تعثرًا في تحقيق أهدافه في غزة، وارتباكًا ميدانيًا داخليًا، مع تكتم رسمي على بعض الإخفاقات.
فهل نحن أمام انكشاف لقدرات عسكرية غير منضبطة؟ أم أن ما يحدث جزء من ارتباك أوسع في القرار العملياتي الإسرائيلي؟ في كل الأحوال، من كان يقصف غزة بلا توقف، بات اليوم يُصاب بذخائره داخل حدوده.