إطلاق المعهد العربي للرقابة والتدقيق العام الحالي
استقبل رئيس ديوان المحاسبة راضي الحمادين، الخميس، رئيس الديوان العام للمحاسبة في المملكة العربية السعودية، الدكتور حسام العنقري، والوفد المرافق له، في زيارة رسمية إلى الأردن تهدف إلى تعميق أوجه التعاون المشترك في مجالات الرقابة المالية وتطوير آليات العمل الرقابي لدى الأجهزة العليا للرقابة في المنطقة.
وخلال اللقاء، قدّم الحمادين عرضاً تفصيلياً حول استراتيجية ديوان المحاسبة للأعوام 2024-2027 التي تم إعدادها إستناداً لرؤى جلالة الملك في تطوير القطاع العام، وتعتمد نهجاً حديثاً يهدف إلى تعزيز كفاءة المخرجات الرقابية، من خلال تبني أفضل الممارسات الدولية، وتطوير آليات إعداد التقارير، وتعزيز التنسيق مع السلطة التشريعية لضمان تحقيق الحوكمة الرشيدة.
وفي خطوة نوعية لتعزيز القدرات المهنية للأجهزة الرقابية العربية، أعلن الحمادين أن ديوان المحاسبة الأردني يستعد لإطلاق المعهد العربي للرقابة والتدقيق خلال العام الحالي، ليكون منصة معتمدة لتأهيل المدققين وتمكينهم من أدوات الرقابة الحديثة، مشيراً إلى أهمية هذا المشروع في دعم جهود إصلاح القطاع العام من خلال توفير برامج تدريب وشهادات مهنية متخصصة في مواضيع التدقيق والرقابة للأغراض العامة.
كما بحث الجانبان آليات تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين الجهازين، التي تهدف إلى تمكين المدققين وتعزيز بناء قدراتهم المهنية، من خلال برامج تدريبية متخصصة وتبادل الخبرات في مجال التدقيق المالي والرقابة الإدارية، والتأكيد على أهمية استثمار التجربة السعودية الرائدة في توظيف التكنولوجيا لتعزيز كفاءة العمل الرقابي، باعتبارها نموذجاً أحدث تحولاً جوهرياً في إدارة المؤسسات العامة.
وفي سياق تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، ناقش الطرفان مهمة مراجعة النظير (Peer Review) التي يعتزم ديوان المحاسبة الأردني تنفيذها بالتعاون مع أجهزة رقابية من بريطانيا والبرتغال وبولندا، وتهدف إلى تقييم وتحسين أداء الديوان وفقاً لأحدث المعايير الدولية والممارسات الفضلى، والترحيب بمشاركة الديوان العام للمحاسبة السعودي وديوان المحاسبة الإماراتي بصفة مراقب، بما يتيح للأجهزة الرقابية في المنطقة الاطلاع على التجربة واكتساب خبرات إضافية في مجال تقييم الأداء المؤسسي.
من جانبه، أعرب العنقري عن تقديره للتطور الملحوظ الذي يشهده ديوان المحاسبة، مشيداً بمساعيه الحثيثة في تعزيز العمل الرقابي وفق أحدث المعايير الدولية.
كما أكد على أهمية استمرار التنسيق والتعاون تحت مظلة المنظمات الدولية، ولا سيما المنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الأربوساي)، لدعم الأجهزة الرقابية العربية وتمكينها من أداء دورها بفاعلية في تعزيز الشفافية والمساءلة، وتبادل الخبرات، وتعزيز أدوات التدقيق، بما يسهم في ترسيخ مبادئ الحوكمة الرشيدة، وتحقيق الإصلاح المؤسسي، وفقاً لأفضل الممارسات والمعايير الدولية المعتمدة.
وعلى هامش اللقاء، تم عقد اجتماعات مع الإدارات التنفيذية في الديوان لبحث مستجدات العمل الرقابي، ومناقشة التطورات في هذا المجال، بما يعزز كفاءة الأداء الرقابي، ويسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للديوان.
