انتخاب الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست بابا جديدا ولي العهد: الأردن يضم العديد من المواهب الشابة بالمجالات التقنية والتكنولوجية الملك يصل إلى تكساس الأمن العام يمنع 105 آلاف جريمة مخدرات خلال 4 سنوات الأردن ومملكة ليسوتو يتفقان لإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية "بنك الملابس" يوزع كسوة على 200 عائلة في قضاء الجفر أكثر من 51 ألف زائر إلى الأردن بهدف السياحة العلاجية تخصيص 25 صندوقًا للاقتراع في انتخابات نقابة المهندسين إطلاق مبادرة "غور بلا غرق" للحد من حوادث الغرق عمليات رقابية تشمل التوظيف والخدمات الحكومية مجمع اللغة العربية يعلن "فصحى FM" اسماً لإذاعته لتعزيز الهوية اللغوية الفيصلي يلتقي الحسين والوحدات يواجه الأهلي في منافسات كأس الأردن الخميس نقابة الصحفيين تدعو لتقديم ترشيحات المشاركة في بعثة الحج للموسم الحالي مكافحة المخدرات تحبط محاولة شخصين من جنسية عربية تصنيع مادة الكريستال المخدرة داخل الأردن فرص عمل للأردنيين ومدعوون للمقابلات (أسماء) أسعار المواشي الرومانية ستتراوح بين 175 و225 دينارًا التنمية تعلن حل 77 جمعية (أسماء) 54 إصابة بلدغات أفاعٍ سامة بالأردن التربية تعقد اختبارا وطنيا لضبط جودة التعليم لطلبة الثالث والثامن السجن لمحاسب سابق في الاتحاد الأردني لألعاب القوى
+
أأ
-

التاجر "أبو حسين" .. صورة الأمانة وسط طوفان الفساد

{title}
صوت جرش الإخباري

حين تقف أمام بساطة رجل كأبي حسين.. ذلك التاجر الذي تجده في قلب الحي الشعبي في منطقة البحيرة في مدينتي الأصيلة السلط.. تتأمل صورة نادرة تكاد تختفي في زحام الجشع والطمع.. رجل يعرض بضاعته بشفافية مطلقة.. لا يخفي عنك ما يختبئ خلف الرفوف.. ولا يبيعك الوهم في ثوب الحقيقة.. عندما سألته عن سعر "رول" تغليف الطعام الذي اشتريته منه.. قال بثقة وصدق: "ثلاثة دنانير".. لم يرفع السعر رغم أنّ الجميع يفعل.. لأنه يعي أن تلك البضاعة اشتراها بسعرها القديم.. ولن يلوث نقاءه باستغلال ظرف.. أو أزمة..



في زمن يضج بالمحتالين والمتربحين من آلام الناس.. يكون وجود تاجر كأبي حسين.. صورة مشرقة.تعيد للأذهان معنى الأمانة.. ففي لحظة كان يستطيع أن يضيف بضعة دنانير.. ولن يجد من يحاسبه أو يلومه.. لكنه آثر أن يحفظ العهد مع نفسه ومع الله.. ومع زبائنه الذين يثقون به.. فهو يدرك أن الربح الحقيقي.. ليس فيما يدخل الجيب.. بل فيما يدخل القلوب من احترام وتقدير..



ثم تنقلب الصورة حين تطالع الأخبار الصادمة.. عن تجار لا يملكون ذرة من الإنسانية ولا الأخلاق ولا الشرف.. يتجرؤون على توزيع اللحوم الفاسدة بين الأسواق.. بضاعة يعلمون يقيناً.. أنها خطر على صحة المواطن وسلامته.. لكنهم لا يكترثون.. فعيونهم معلقة بما ستجنيه جيوبهم من دنانير ملوثة.. لا فرق لديهم.. بين ما هو حلال.. وما هو حرام.. وكأنهم قد نسوا أن وراء تلك اللحوم أطفالاً ونساءً ورجالاً.. يثقون بما يأكلون.. فيا لعارهم.. ويا لسواد قلوبهم.. ويا لقبحهم..



حين أقارن بين أبي حسين وهؤلاء.. أشعر أن كلمة "تاجر" لا تليق بأن توصف بها الفئتان.. فأبو حسين.. هو نموذج للتاجر كما ينبغي أن يكون.. رجل يحترم مهنته.. ويحترم الناس.. أما الآخرون.. فهم تجار الجشع والخيانة والعار والقبح.. الذين باعوا ضمائرهم على مذابح الطمع..



وهنا.. لا بد من دعوة صريحة للحكومة.. لتكثيف جهودها في محاسبة كل من يجرؤ على تعريض صحة المواطن للخطر.. والأهم من ذلك هو كشف أسماء هؤلاء المتاجرين علناً.. لأن الشفافية.. هي المفتاح الذي يعيد بناء الثقة بين الحكومة والمواطن.. ولن يكون في ذلك أي تأثير سلبي على الاقتصاد.. كما قد يدعي البعض.. أو يتخوف.. بل على العكس تماماً.. فهذا الإجراء.. سيمنح المواطن الثقة في الأسواق.. وفي قرارات الحكومة.. وسيدعم التجار الشرفاء.. الذين يتعاملون بأمانة واحترام مع الناس..



إن المجتمعات تنهض.. حين يكون فيها أمثال أبي حسين.. وتتراجع.. حين تهيمن عليها قوى الجشع والطمع.. فلنتكاتف جميعاً.. أفراداً وحكومة.. لدعم التجار الأمناء.. وكشف المتلاعبين.. الذين لا يرون في الإنسان سوى مصدر لمال السحت.. الذي يتغذون عليه.. لأن الأوطان لا تُبنى. إلا على نقاء القلوب.. وصدق العطاء.. ولا تصان.. إلا حين تكون الأمانة هي القاعدة.. لا الاستثناء.