انتخاب الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست بابا جديدا ولي العهد: الأردن يضم العديد من المواهب الشابة بالمجالات التقنية والتكنولوجية الملك يصل إلى تكساس الأمن العام يمنع 105 آلاف جريمة مخدرات خلال 4 سنوات الأردن ومملكة ليسوتو يتفقان لإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية "بنك الملابس" يوزع كسوة على 200 عائلة في قضاء الجفر أكثر من 51 ألف زائر إلى الأردن بهدف السياحة العلاجية تخصيص 25 صندوقًا للاقتراع في انتخابات نقابة المهندسين إطلاق مبادرة "غور بلا غرق" للحد من حوادث الغرق عمليات رقابية تشمل التوظيف والخدمات الحكومية مجمع اللغة العربية يعلن "فصحى FM" اسماً لإذاعته لتعزيز الهوية اللغوية الفيصلي يلتقي الحسين والوحدات يواجه الأهلي في منافسات كأس الأردن الخميس نقابة الصحفيين تدعو لتقديم ترشيحات المشاركة في بعثة الحج للموسم الحالي مكافحة المخدرات تحبط محاولة شخصين من جنسية عربية تصنيع مادة الكريستال المخدرة داخل الأردن فرص عمل للأردنيين ومدعوون للمقابلات (أسماء) أسعار المواشي الرومانية ستتراوح بين 175 و225 دينارًا التنمية تعلن حل 77 جمعية (أسماء) 54 إصابة بلدغات أفاعٍ سامة بالأردن التربية تعقد اختبارا وطنيا لضبط جودة التعليم لطلبة الثالث والثامن السجن لمحاسب سابق في الاتحاد الأردني لألعاب القوى
+
أأ
-

الحقبة الترامبية .. تحديات أم فرص؟

{title}
صوت جرش الإخباري

 



في عالم متغير مليء بالتحديات السياسية والاجتماعية، يبقى الأردن نموذجاً للاستقرار، رغم الصعوبات التي تحيط به، وعلى الرغم من أن هذا الاستقرار لا يعني الغياب التام للتحديات الداخلية، تواجه المملكة بصلابة الشائعات التي تنتشر بين الحين والآخر، وكذلك خطاب الكراهية، وهما من أبرز الأدوات التي تسعى "قوى الظلام" لاستخدامها لتفتيت النسيج الاجتماعي وزعزعة الثقة بين المواطن والدولة.



وليسمح لي القارئ الكريم أن أشير إلى مجموعة من الإحصائيات التي تؤكد أن الشائعات تمثل تحدياً حقيقياً في الأردن؛ فقد رصد مرصد “أكيد” ما مجموعه 550 شائعة انتشرت خلال عام 2021، بمعدل شهري قدره 45.8 شائعة، ورغم انخفاض العدد مقارنة بعام 2020، الذي شهد 569 شائعة، إلا أن هذا الرقم يوضح حجم التحدي الذي تواجهه مؤسسات الدولة في مكافحة الأخبار المزيفة؛ فالشائعات ليست مجرد كلمات تتناقلها الألسن، بل هي أداة تهدف إلى نشر الشك والتوتر في المجتمع، وهنا يتحمل المواطنون مسؤولية تحري الدقة في تداول المعلومات، مع الاعتماد على المصادر الرسمية لتجنب الوقوع في فخ الشائعات التي تُستغل للإضرار بالوطن.



كما يُعد خطاب الكراهية أحد أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة، بما في ذلك الأردن؛ ففي دراسة نفذها مرصد “أكيد” تبين أن منصات التواصل الاجتماعي جاءت في المرتبة الأولى كمصدر لخطاب الكراهية، متبوعة بالإذاعات والصحف اليومية والمواقع الإلكترونية.. وهو خطاب لا يستهدف الأفراد فحسب، بل يهدد التسامح والتعايش اللذين يمثلان جوهر الهوية الأردنية، ولمواجهة هذه الظاهرة، لا بد من تنفيذ حملات توعوية تسلط الضوء على خطورة هذا الخطاب وأثره المدمر على المجتمع.



في السياق القانوني، تبنى الأردن تشريعات صارمة لمواجهة الشائعات وخطاب الكراهية. أبرزها قانون الإعلام المرئي والمسموع رقم 26 لعام 2015 الذي تنص المادة 20 منه على عقوبة الحبس لكل من يحرّض على الكراهية بأي وسيلة، وكذلك قانون الجرائم الإلكترونية الذي يجرّم نشر أو إعادة نشر خطاب الكراهية عبر الشبكة المعلوماتية أو المواقع الإلكترونية، ويعاقب عليها بعقوبات تصل إلى الحبس لمدة ثلاث سنوات وغرامات مالية تتراوح بين 5000 و10000 دينار، حيث تمثل هذه القوانين إطارا لحماية المجتمع، لكنها تحتاج إلى تطبيق حاسم ومتوازن يحافظ على حرية التعبير مع التصدي للظواهر السلبية.



إن مواجهة هذه التحديات لا تقع من خلال التطبيق القانوني فحسب، بل تتطلب وعياً جماعياً وإرادة حقيقية من الجميع، بدءاً من الأفراد وليس انتهاء بالمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، التي تقف توعوياً في وجه كل محاولة لزعزعة استقرار الوطن، وهنا يبرز دور الإعلام، والمؤسسات التعليمية، والدينية في تعزيز خطاب إيجابي يعزز التماسك المجتمعي ويعلي من قيمة المصلحة العامة.



إن عنوان “الأردن أولاً” ليس مجرد شعار سياسي، بل فلسفة وطنية تمثل دعوة لجميع الأردنيين لتقديم مصلحة الوطن على كل الاعتبارات الأخرى؛ فالأردن هو بيتنا الكبير الذي يتسع للجميع، ومسؤوليتنا أن نحميه ونحافظ عليه ليظل منارة أمن واستقرار في منطقة تموج بالتحديات، لا سيما وأننا أمام اختبار وطني يتطلب منا أن نتكاتف ونتحد ضد كل أشكال التهديدات، سواء كانت شائعات، أو خطاب كراهية، أو أي محاولة لزعزعة الثقة بين أفراد المجتمع الذي سيبقى قوياً ما دمنا نؤمن أن "الأردن أولاً".