مانشستر في عزلة كروية... قطباها خارج التغطية!
تشكل مدينة مانشستر واجهة أساسية في كرة القدم الإنكليزية، وربما تتفوّق من ناحية الإنجازات على العاصمة لندن وليفربول، إلا أنّ الموسم الحالي يعدّ بمنزلة "الكارثة" في المدينة الشمالية مع ابتعاد قطبيها عن درب الألقاب لأول مرة منذ مدة طويلة.
يعاني نصفا المدينة بشقيه الأحمر والأزرق السموي كثيراً هذا الموسم، وإذا كان ثمة وقت أمام سيتي للخروج من كبوته وحصد بعض المكاسب الثانوية، وخصوصاً التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، فإنّ يونايتد يبدو في مستنقع، الخروجُ منه قد يكون بعيد المنال.
منذ استحواذ الوزير الإماراتي منصور بن زايد على ملكية "سيتيزنز"، لم يمر الفريق بهكذا موسم سيئ. خرج مبكراً من سباق لقب الدوري الممتاز وكذلك من دوري الأبطال، وتكبد خسارات فنية مؤلمة بنتائج كبيرة، فضلاً عن خسائر مالية نتيجة الإقصاء المبكر محلياً وقارياً. لكنّ الفريق الذي يقوده المدرب الإسباني بيب غوارديولا لا يزال مالكاً للعديد من المقومات التي تساعده على النهوض من كبوته الشبيهة بما مرّ به الفريق بعد أولى مواسم المدرب الكاتالوني، عندما خرج خالي الوفاض من جميع المسابقات 2017-2018، إذ إنه سيطر بعدها الفريق بالطول والعرض محلياً، وتفوّق قارياً، وصولاً إلى حصد لقب دوري الأبطال 2023.
أقر غوارديولا بفشل موسمه، وتكبده خسائر رقمية تسجل للمرّة الأولى في مسيرته التدريبية الفذة، واعترف أيضاً ولو بطريقة غير مباشرة بسوء التدبير، إلا أنه شرع في إعادة البناء المبكر تحضيراً للمواسم المقبلة، عبر الاستغناء عن عدد من اللاعبين الذين يعانون من الإصابات المستمرّة وغير المواكبين لتطوّر اللعبة وازدحام مبارياتها، مما جعل الفريق يواجه نهاية فترة من التفوّق المستمر، وقال غوارديولا: "الأمور أصبحت صعبة للغاية. الفرق أصبحت أسرع وأقوى، ولا يمكننا التعامل مع هذا الأمر حالياً". والأمر الأكثر إحباطاً بالنسبة إلى غوارديولا هو الإصابات التي ضربت لاعبيه طوال الموسم.
وأيقن بيب أنّ الأمور ستزداد سوءاً، مع إطلاق كأس العالم للأندية بشكلها الجديد الصيف المقبل: "لسنوات عدة، كنا نتحدث بشأن هذا الأمر. أكثر من 50 مباراة هو عدد كبير جداً على اللاعبين. إنه عدد كبير على أي إنسان. الجسد لا يمكنه تحمّل هذا. نصل إلى 65 أو 70 مباراة وفي النهاية، انظروا ماذا يحدث. ليس فقط مانشستر سيتي، بل جميع الأندية. ريال مدريد أيضاً كان لديه الكثير من المشاكل مع الإصابات. في المستقبل، سيزداد الوضع سوءاً وسوءاً، ولهذا أقول إنني قلق".
في المقابل، فإنّ الطرف الأحمر للمدينة في سبات عميق. انتقال ملكيته إلى جيم راتكليف لم يفض إلى أي تغيير، حتى بات النجوم يفضلون الهرب من "جحيم الشياطين الحمر"، فيما أصبح أفضل المدربين يأبون الانتقال لئلا يتحوّلوا إلى فاشلين.
تعاقد الفريق مع البرتغالي روبن أموريم الذي كان يقدم موسماً استثنائياً مع سبورتينغ لشبونة، ليتحوّل من مدرب ناجح إلى فاشل جداً، إذ يعيش يونايتد موسماً صعباً، ويقبع في المركز الخامس عشر في الـ"بريميرليغ".
وعدّدت صحيفة "ميرور" أسباباً قد تدفع البرتغالي إلى الرحيل السريع، أبرزها التأثير السلبي لراتكليف على النادي والمتمثل بخفض الأكلاف، وعدم دعم الفريق في الانتقالات الشتوية الماضية، والأهم غياب الرؤية الواضحة من الإدارة، فضلاً عن الخطط التكتيكية التي تتناسب مع نوعية اللاعبين الموجودين وضعف التشكيلة بشكل عام، كما أنّ المدرب أموريم يخشى على سمعته، خصوصاً أنه من أهمّ المدرّبين المطلوبين لدى العديد من الأندية الكبرى الباحثة عن مدرب جديد.