الأردن وغزة .. أخوة الدم لا تفهمها حسابات التشكيك

يا قوم... اسمعوا كلمة حق من قلب ينبض بالغيرة على الأردن وفلسطين! هناك من يرمون الأردن باتهامات كاذبة، وكأن هذا البلد العريق الذي ضحى بدم أبنائه من أجل فلسطين، صار يتاجر بآلام إخوته! والله لو كان في ذرة حق في هذه الادعاءات، لكانت صرخات المانحين والدول الكبرى قد هزت عروش المسؤولين!.
تخيلوا معي هذا المشهد: أردن يعاني من شح الموارد، وثقل اللجوء، وضغوط اقتصادية لا يحتملها جبل، ومع ذلك تراه يفتح مستشفياته الميدانية وقلبه للجرحى من إخوة الدم.
أليس هذا هو معنى الأخوة الحقيقية؟ أين المنطق في اتهام من يقدم المساعدات بالاستغلال، بينما تقف وراءه عشرات الدول والمنظمات تراقب كل قرش ينفق؟.
والعجب كل العجب! كيف يجرؤ أحد على اتهام الأردن وهو الذي حوّل طائراته العسكرية في خضم الأحداث إلى جسر حياة لغزة؟ كيف يشكك أحد في نوايا بلد كانت طائراته العسكرية أول من يحمل الأمل للمحاصرين؟ ألم يشهد العالم كله تلك المشاهد المؤثرة للطيارات الأردنية وهي تنزل مساعداتها تحت وطأة القصف، وكأنها تقول للعالم: "هذا واجبنا ولا ننتظر عليه شكراً"!.
إن السكوت الدولي عن دور الأردن ليس غفلة ولا ضعفاً، بل هو إقرار بالحق. فلو كان هناك ظل شبهة لكانت صرخات المنظمات الحقوقية قد ملأت الدنيا. ولكنهم جميعاً يشهدون أن الأردن قدم أكثر مما يستطيع، وبذل فوق طاقته، ولم يبخل بقطرة دم ولا بقرش من أموال شعبه الذي يعرف معنى التضحية حق المعرفة.
أيها المشككون... اتقوا الله في أمة تجمعها روابط الدم والتاريخ! كيف تتهمون بلداً كان دائماً حصناً منيعاً للقضية الفلسطينية؟ ألم تروا كيف وقف الشعب الأردني مع إخوته في غزة، وكأن كل جريح هناك هو ابن له؟ ألم تشهدوا كيف تحولت المستشفيات الأردنية إلى بيوت للعطاء، وكيف كان الأطباء الأردنيون يعالجون الجرحى وكأنهم أبناؤهم؟.
إن اتهام الأردن بالاستغلال هو طعنة في ظهر الأمة كلها. فهو البلد الذي ما خذل فلسطين يوماً، ولا توانى عن تقديم كل غالٍ ونفيس من أجلها. فكيف نكافئ هذا الإخلاص بالتشكيك؟ وكيف نرد هذا العطاء بالاتهام؟.
ليعلم كل من يرمي الأردن بهذه التهم أن التاريخ سيسجل مواقف هذا البلد العظيم، وسيبقى شعبه شاهداً على أن الأخوة ليست كلاماً، بل تضحيات تقدم بلا حساب. فالأردن كان وسيبقى درعاً للقضية الفلسطينية.
حمى الله الاردن وحمى الله قائد الوطن وولي عهده الأمين .
والله من وراء القصد..