ترامب: يمكن خفض الرسوم الجمركية على الصين ترامب: توصلنا إلى اتفاق تجاري هو الأول من نوعه مع المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي يحدد إجراءات للرد على الرسوم الأميركية بقيمة 95 مليار يورو انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالميا انتخاب الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست بابا جديدا ولي العهد: الأردن يضم العديد من المواهب الشابة بالمجالات التقنية والتكنولوجية الملك يصل إلى تكساس الأمن العام يمنع 105 آلاف جريمة مخدرات خلال 4 سنوات الأردن ومملكة ليسوتو يتفقان لإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية "بنك الملابس" يوزع كسوة على 200 عائلة في قضاء الجفر أكثر من 51 ألف زائر إلى الأردن بهدف السياحة العلاجية تخصيص 25 صندوقًا للاقتراع في انتخابات نقابة المهندسين إطلاق مبادرة "غور بلا غرق" للحد من حوادث الغرق عمليات رقابية تشمل التوظيف والخدمات الحكومية مجمع اللغة العربية يعلن "فصحى FM" اسماً لإذاعته لتعزيز الهوية اللغوية الفيصلي يلتقي الحسين والوحدات يواجه الأهلي في منافسات كأس الأردن الخميس نقابة الصحفيين تدعو لتقديم ترشيحات المشاركة في بعثة الحج للموسم الحالي مكافحة المخدرات تحبط محاولة شخصين من جنسية عربية تصنيع مادة الكريستال المخدرة داخل الأردن فرص عمل للأردنيين ومدعوون للمقابلات (أسماء) أسعار المواشي الرومانية ستتراوح بين 175 و225 دينارًا
+
أأ
-

النخبة الصامتة في الأردن

{title}
صوت جرش الإخباري

في المشهد السياسي الأردني، تبرز ظاهرة تستحق التوقف عندها: صمت النخبة السياسية من وزراء سابقين، وأعيان، ونواب، وحزبيين، وكبار رجال الدولة من عسكريين ومدنيين، الذين شغلوا مواقع حساسة في الدولة لعقود. هذه النخبة، التي كانت في يوم من الأيام في قلب صناعة القرار والتأثير في مسار الأحداث، يبدو أنها تراجعت إلى الظل، مقتصرةً على الحضور في المناسبات الاجتماعية، بينما تواجه البلاد تحديات غير مسبوقة على المستويين الداخلي والخارجي.



هل هو زهد أم انسحاب مدروس؟

يتساءل الأردنيون: لماذا صمتت هذه النخب عن الاشتباك في الحياة العامة، ولماذا انسحبت من النقاش الوطني حول الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد؟ هل هو زهد في السياسة بعد سنوات من العمل الحكومي والبرلماني؟ أم أن هناك حسابات أخرى دفعتهم إلى إخلاء الساحة السياسية، وتركها بلا توازن في مواجهة التحديات؟



بعض التفسيرات تشير إلى أن هذا الانسحاب قد يكون مرتبطًا بالإحباط من المشهد السياسي الحالي، حيث باتت القنوات التقليدية للتأثير تضيق، سواء داخل البرلمان أو في المجال الحزبي أو حتى ضمن مؤسسات المجتمع المدني. فالنخبة التي اعتادت أن تكون جزءًا من عملية صنع القرار ربما وجدت نفسها مهمشة أو بلا دور فعلي، ما دفعها إلى الابتعاد.



الأردن يمر اليوم بتحديات كبرى، سواء على صعيد الأوضاع الاقتصادية المتأزمة، أو تداعيات الأوضاع الإقليمية، يبدو غياب هذه النخبة وكأنه ترك فراغًا سياسيًا، في وقت تحتاج فيه الدولة إلى كل العقول والخبرات لمواجهة التحديات بحكمة ورؤية.



الأردنيون يتطلعون إلى شخصيات تمتلك الخبرة والتجربة، شخصيات يمكنها أن تلعب دورًا فاعلًا في تقديم الحلول، والمشاركة في الحوارات الوطنية، لا أن تكتفي بالظهور في "الجاهات" والوساطات الاجتماعية. فمن غير المنطقي أن يكون حضورهم في المشهد الاجتماعي أكثر وضوحًا من حضورهم في المشهد السياسي والوطني.



الصمت لم يكن يومًا خيارًا صائبًا في أوقات الأزمات، بل على العكس، فإن الأوطان تُبنى بتراكم الخبرات، والمواقف الجريئة، والاستعداد لتحمل المسؤولية حتى بعد مغادرة المناصب الرسمية. الأردن بحاجة إلى جميع أبنائه، ولا يجوز أن يُترك وحيدًا في مواجهة تحديات مصيرية، بينما من امتلكوا الخبرة والمعرفة يتوارون عن المشهد.



ربما آن الأوان لأن تعيد هذه النخب النظر في موقفها، وأن تستعيد دورها الطبيعي كجزء من القوى الفاعلة في المجتمع. فالتاريخ لن يرحم من غابوا عن مسؤولياتهم في اللحظة التي كان الوطن يحتاجهم فيها.