الاتحاد الأوروبي يحدد إجراءات للرد على الرسوم الأميركية بقيمة 95 مليار يورو انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالميا بنسب تراوحت بين 2% و 5% انتخاب الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست بابا جديدا ولي العهد: الأردن يضم العديد من المواهب الشابة بالمجالات التقنية والتكنولوجية الملك يصل إلى تكساس الأمن العام يمنع 105 آلاف جريمة مخدرات خلال 4 سنوات الأردن ومملكة ليسوتو يتفقان لإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية "بنك الملابس" يوزع كسوة على 200 عائلة في قضاء الجفر أكثر من 51 ألف زائر إلى الأردن بهدف السياحة العلاجية تخصيص 25 صندوقًا للاقتراع في انتخابات نقابة المهندسين إطلاق مبادرة "غور بلا غرق" للحد من حوادث الغرق عمليات رقابية تشمل التوظيف والخدمات الحكومية مجمع اللغة العربية يعلن "فصحى FM" اسماً لإذاعته لتعزيز الهوية اللغوية الفيصلي يلتقي الحسين والوحدات يواجه الأهلي في منافسات كأس الأردن الخميس نقابة الصحفيين تدعو لتقديم ترشيحات المشاركة في بعثة الحج للموسم الحالي مكافحة المخدرات تحبط محاولة شخصين من جنسية عربية تصنيع مادة الكريستال المخدرة داخل الأردن فرص عمل للأردنيين ومدعوون للمقابلات (أسماء) أسعار المواشي الرومانية ستتراوح بين 175 و225 دينارًا التنمية تعلن حل 77 جمعية (أسماء) 54 إصابة بلدغات أفاعٍ سامة بالأردن
+
أأ
-

ماريانا والناقل الوطني

{title}
صوت جرش الإخباري

يستند التحليل في هذا المقال لمشروع الناقل الوطني للمياه في الأردن، أحد أهم المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى معالجة أزمة نقص المياه في المملكة، إلى إطار عمل ماريانا ماتسوكاتو، الاقتصادية البارزة وصاحبة نظرية «الدولة الريادية»، التي تركّز على دور الدولة الريادي في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الابتكار.



منذ تولي الدكتور جعفر حسان رئاسة الحكومة الأردنية في أيلول 2024، وضعت حكومته على رأس أولوياتها العديد من المشاريع التي يمكن أن تصنف على أنها مشاريع كبرى، كان من أبرزها مشروع الناقل الوطني للمياه لتعزيز الأمن المائي الى حل مشكلة نقص المياه في الأردن وتقليل الضغط على الموارد المائية، ليتم تحلية ونقل 300 مليون متر مكعب من المياه سنويًا من البحر الأحمر من العقبة إلى مختلف مناطق المملكة. سيبدأ تنفيذ المشروع هذا العام ويكتمل خلال أربع سنوات (2029).



تتراوح كلفة المشروع بين 2.5-3 مليار دولار (يُعد ثالث أكبر مشروع مائي في المنطقة)، أي أنه جاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية المباشرة، غير أن الأثر الاقتصادي والاجتماعي سيكون أكبر بكثير فبالإضافة الى كونه يحتاج الى استخدام تقنيات متقدمة لتوفير كفاءة عالية وتقليل استهلاك الطاقة، فإنه سيولد العديد من الابتكارات التي ستنتشر بين المنتجين في القطاع الخاص، كما سيطرح الآلاف من فرص التوظيف في مراحل الإنجاز الأولى، وتقديم وظائف دائمة مباشرة أو غير مباشرة في الصناعات والخدمات البمحلية المساندة والمكملة للمشروع، كما أ?ه سيُحسّن من الإنتاج الزراعي ومستوى الأمن الغذائي ويخلق فرص كثيرة لاستغلال الأرضي على جانبي القناة في مجال الزراعة، ويدعم جهود إحياء البحر الميت، ويحفز المشاريع السياحية على جانبي القناة مع تحول الصحراء الى مناطق خضراء.



يشجع أقتصاديون بارزون عالميا، مثل ماريانا ماتسوكاتو، الحكومات على لعب دور ناشط في قيادة الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة،حيث ترى أن الحكومات يجب أن تكون أكثر من مجرد «مصلح» للسوق بل يجب أن تكون قائدة في وضع رؤية طويلة الأمد وصانعة للسوق. كما تؤكد د. ماتسوكاتو على الاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا لتحقيق الاستدامة، وتصميم الشراكات بين القطاعين العام والخاص بحيث تكون الاستثمارات وعوائدها عادلة تحقق المنفعة العامة، كما تدعو إلى بناء القدرات المحلية كجزء من أي مشروع كبير.



أعتقد أننا إذا ما طلبنا من د. ماتسوكاتو، أحد أهم الاقتصاديين الجدد إن لم تكن أهمهم في مجال التنمية، تقييم مشروع الناقل الوطني للمياه في الأردن حسب الاطار الذي وضعته لتقييم مثل هذه المشاريع، فمن المحتمل جدا أن تعتبره مثالًا على الدور الريادي للحكومة في مواجهة تحديات كبرى، خاصة وأن المشروع جزء من خطة شاملة للأمن المائي والتنمية المستدامة، ونموذج يُحتذى به في استخدام التكنولوجيا لحل مشاكل الموارد، وسينفذ من خلال الشراكة مع القطاع الخاص مع ضمان عوائد عادلة للحكومة والمواطنين من خلال عقود شفافة واستثمارات تعزز ?لمنافع الاجتماعية، وستؤكد على أن يساهم المشروع في تطوير المهارات المحلية في إدارة المياه والتكنولوجيا، وإشراك الشركات المحلية في التنفيذ والصيانة.



بالمحصلة، سيكون أثر المشروع أكبر بكثير من حجم الاستثمار فيه، وعوائده اقتصادية واجتماعية وبيئية، كما أنه سيكون مشروعا رائدا في خلق الابتكار. نعم، أنا متفائل، وسيكون القادم فعلا أجمل.