الخارجية الأميركية: المساعدات الغذائية إلى غزة "على بُعد خطوات" ترامب قطع الاتصال مع نتنياهو الملك يبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع شركات من ولاية تكساس الذهب محليا ينخفض تدريجيا الملك يجتمع مع حاكم ولاية تكساس لبحث تعزيز التعاون ترامب: يمكن خفض الرسوم الجمركية على الصين ترامب: توصلنا إلى اتفاق تجاري هو الأول من نوعه مع المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي يحدد إجراءات للرد على الرسوم الأميركية بقيمة 95 مليار يورو انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالميا انتخاب الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست بابا جديدا ولي العهد: الأردن يضم العديد من المواهب الشابة بالمجالات التقنية والتكنولوجية الملك يصل إلى تكساس الأمن العام يمنع 105 آلاف جريمة مخدرات خلال 4 سنوات الأردن ومملكة ليسوتو يتفقان لإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية "بنك الملابس" يوزع كسوة على 200 عائلة في قضاء الجفر أكثر من 51 ألف زائر إلى الأردن بهدف السياحة العلاجية تخصيص 25 صندوقًا للاقتراع في انتخابات نقابة المهندسين إطلاق مبادرة "غور بلا غرق" للحد من حوادث الغرق عمليات رقابية تشمل التوظيف والخدمات الحكومية مجمع اللغة العربية يعلن "فصحى FM" اسماً لإذاعته لتعزيز الهوية اللغوية
+
أأ
-

منصات التواصل تُغيّر كيفية التعامل مع الكوارث "للأفضل وللأسوأ"

{title}
صوت جرش الإخباري

عندما ضربت أمواج تسونامي دولاً على ساحل المحيط الهندي في 26 كانون الأول (ديسمبر) 2004، استغرق الأمر أياماً لمعرفة نطاق الكارثة في بعض المناطق، بسبب عدم توفّر وسائل اتصال. بعد عشرين عاماً، أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي قادرة على متابعة الكوارث الطبيعية في الوقت الفعلي واستباق حدوثها في بعض الأحيان.







فيما كانت شبكات التواصل الاجتماعي لا تزال غير معروفة، كان مارك أوبرلي يحرز تقدّماً على طريق الحداثة في العام 2004 عبر مدوّنته التي سمحت له بإبلاغ عائلته وأصدقائه وحتى أشخاص غير معروفين بالنسبة إليه، بكارثة تسونامي التي نجا منها.



كان هذا السائح الأميركي يمضي إجازته في مدينة فوكيت التايلاندية، التي طالتها أمواج عملاقة، كما هي حال أماكن أخرى. ظنّ الجميع هناك أن التسونامي كان محلياً. ولكن مركز الزلزال كان في الواقع في إندونيسيا بالقرب من جزيرة سومطرة.



وبلغت قوة الزلزال 9,1 درجات على مقياس ريختر، وتسبّب بحدوث أمواج ضخمة اجتاحت السواحل، وأدّت إلى مقتل أكثر من 220 ألف شخص في 14 دولة، كما تحرّكت الأمواج بسرعة قصوى بلغت نحو 800 كيلومتر في الساعة.



يقول أوبرلي، وهو طبيب ساعد الضحايا "من خلال الرسائل النصية التي أرسلها الأصدقاء في بلداننا، بدأنا ندرك حجم الكارثة".



ويضيف "كتبت هذه المدوّنة لأنّ هناك العديد من الأصدقاء والأقارب كانوا من الذين أرادوا معرفة المزيد. وقد تلقّيت الكثير من الطلبات من مجهولين. كان الناس يائسين لتلقّي أنباء جيدة".



"مأساة" 



في العام 2004، كان المدوّنون يعامَلون على أنّهم من الرواد إلى حدّ أنّهم حصلوا على لقب "شخصية العام" من قبل قناة "اي بي سي نيوز" الأميركية.



وكان موقع "فايسبوك" الذي أُطلق في وقت سابق من ذاك العام، لا يزال في مراحله الأولى. ورغم أنّ بعض صور تسونامي نُشرت على موقع "فليكر"، فإنّها لم تُنشر في وقت حدوث الكارثة كما هو الحال اليوم على منصة "إكس أو إنستغرام أو بلوسكاي".



وأخيراً، قالت لورا كونغ رئيسة المركز الدولي للمعلومات بشأن تسونامي، ومقرّه هونولولو، إن كارثة العام 2004 "كانت مأساة"، مضيفةً "حتى لو كنّا نعلم أنّ شيئاً ما يحدث، فلم يكن بوسعنا أن نخبر أحداً".



من جانبه، يشير جيفري بليفينس أستاذ دراسات الصحافة في جامعة سينسيناتي الأميركية إلى أنّ "وسائل التواصل الاجتماعي كان من الممكن أن تساعد على الفور في تحديد مكان الناجين الآخرين وجمع المعلومات". ويضيف "ربما كان من الممكن تحذيرهم مسبقاً".



أجرى دانييل ألدريخ الأستاذ في "نورثإيسترن يونيفيرسيتي" في بوسطن (الولايات المتحدة) مقابلات مع ناجين في منطقة تاميل نادو في الهند، أخبروه أنّه لم تكن لديهم أيّ فكرة في العام 2004 عن ماهية التسونامي، ولم يتلقّوا أيّ تحذيرات.



ويقول "في الهند كان هناك نحو 6 آلاف شخص غير مستعدّين للأمر، وغرقوا". اليوم، يبرز تناقض واضح مع العام 2004. ففي شباط، تمّ إنقاذ طالب يبلغ من العمر 20 عاماً من تحت الأنقاض في تركيا التي ضربها زلزال، بعدما نشر موقعه عبر الإنترنت.



وخلال فيضانات اجتاحت جنوبي إسبانيا في تشرين الأول، لجأ متطوّعون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة في البحث عن مفقودين.



"للأفضل وللأسوأ"



فضلاً عن ذلك، يسمح العدد الكبير من الصور المنشورة عبر الإنترنت في فهم أسباب الكوارث الطبيعية بشكل أفضل.



وفي العام 2018، جمع علماء مقاطع فيديو لموجات تسونامي في مدينة بالو الإندونيسية قتلت أكثر من أربعة آلاف شخص، وذلك بهدف إعادة بناء مسارها والوقت المنقضي بين الموجات.



وخلصوا إلى أنّ سرعة تسونامي كانت كبيرة بسبب انزلاقات التربة تحت الماء بالقرب من الساحل. يبقى أنّ انتشار شبكات التواصل الاجتماعي في كلّ مكان ليس خالياً من المخاطر.



ويحذر متخصّصون من خطر نشر معلومات مغلوطة وشائعات، كما حصل خلال إعصار هيلين الذي ضرب الولايات المتحدة في أيلول.



واجهت جهود المنقذين هناك عراقيل، بسبب توترات مع السكان على خلفيّة نظريات مؤامرات تقول إنّ المساعدات تمّ تحويلها إلى مكان آخر، وتمّت التغطية على العدد الفعليّ للضحايا.



ويوضح ألدريخ بأنّ المسعفين أبلغوا عن تهديدات من قبل ميليشيات مسلّحة، واضطرّوا إلى نقل بعض أنشطتهم وتكييفها. ويخلص إلى إنّ "شبكات التواصل الاجتماعي غيّرت طريقة الاستجابة للكوارث، للأفضل وللأسوأ".