جنود الاحتلال قتلى وجرحى في رفح وكتائب القسَّام تكشف التَّفاصيل "الميداني الأردني" في نابلس يجري عمليات جراحية ويواصل تقديم خدماته الطبية الهيئة الخيرية ترد على افتراءات مواد مضللة على الجهد الإغاثي الفايز: التقدم في أي دولة بوابته الأساسية التعليم وزير الزراعة يفتتح مصنعًا لتجهيز البطاطا في الموقر مشاريع جديدة لتحسين الواقع المروري والمعيشي في إربد الصحة تنفي تسجيل حالات تسمم في عنجرة مباراة فلسطين وعُمان ستقام في القويسمة الوحدات يضمن مشاركته في دوري أبطال آسيا 2 الحسين إربد والوحدات في نهائي كأس الأردن قرارات سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة القضاة والحسن : معدلات الجريمة في الأردن لا تزال ضمن المعدل المقبول الخارجية الأميركية: المساعدات الغذائية إلى غزة "على بُعد خطوات" ترامب قطع الاتصال مع نتنياهو الملك يبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع شركات من ولاية تكساس الذهب محليا ينخفض تدريجيا الملك يجتمع مع حاكم ولاية تكساس لبحث تعزيز التعاون ترامب: يمكن خفض الرسوم الجمركية على الصين ترامب: توصلنا إلى اتفاق تجاري هو الأول من نوعه مع المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي يحدد إجراءات للرد على الرسوم الأميركية بقيمة 95 مليار يورو
+
أأ
-

دولة الرئيس .. هل ستصيد العصفورين بحجرٍ واحد؟!

{title}
صوت جرش الإخباري

دولة الرئيس.. حينما تُبنى البيوت على قواعد راسخة.. تقاوم الرياح والعواصف.. وتستوعب ما يُلقى عليها من أثقال.. كذلك الدول.. إنما قوتها في صلابة قواعدها.. وعدالة أنظمتها.. ونقاء إدارتها.. فأول خطوات البناء العظيم.. تبدأ بإصلاح الداخل.. ذلك الإصلاح الذي لا يرضى بالمظاهر الخادعة.. بل ينبش إلى الجذور.. ويعيد ترتيب ما اختل.. ويعالج ما أفسدته الأيام..



دولة الرئيس.. إن تسليم القيادة لمن عايش الإقصاء.. أو التجاهل طويلاً.. دون التأهيل المناسب.. من المؤكد سيخلق كارثةٍ إداريةٍ لا محالة..



فهذا الإنسان.. وقد أُعيد إلى واجهة القرار.. يحمل داخله جرحاً لم يندمل.. ويعمل بعقلية انتقامية.. تحركها مشاعر النقص.. والحقد.. والرغبة في إثبات الذات.. ومن هنا.. تتحول الإدارة من خدمة الوطن.. إلى تصفية الحسابات.. فتُقصى الكفاءات.. ويُهمَّش المخلصون.. ويتحول المشهد إلى صراع شخصي.. يضرب المؤسسة في صميمها..



علم النفس والإدارة يؤكدان.. أن الإنسان الذي يشعر بالظلم.. أو يقنع نفسه بأنه تعرض للإقصاء دون مبرر.. يتجه إلى ما يُعرف بعقدة الانتقام الإداري.. فيسعى للسيطرة المطلقة.. وإقصاء كل من يظن أنهم كانوا جزءاً من أزمته.. أكان بشكل مباشر.. أو غير مباشر.. وهذا ما يفسر انهيار العديد من المؤسسات.. حين تُسلَّم قيادة غير مهيأة.. ولا مؤمنة بقيم العدالة والمهنية.. وقد قال الخبراء.. إن الشخص الذي يدخل إلى المنصب.. محمَّلاً بمشاعر الانتقام.. يخلق بيئة سامة.. تدمر الإبداع.. وتقتل الروح التنافسية البناءة..



دولة الرئيس.. إن بعض مؤسساتنا اليوم -ولا أقول غالبيتها- تعاني من ظاهرة "الإدارة الفردية".. حيث يصبح المسؤول هو المحور الوحيد.. الذي يدور حوله كل شيء.. يُكافئ من يواليه.. ويقصي من يُعارضه.. وتتلاشى معايير الكفاءة.. والحرفية.. أمام معايير الولاء الشخصي.. وهنا.. يبدأ الانحدار.. فمتى كانت الولاءات الفردية.. تُبنى عليها أوطان؟!..



دولة الرئيس.. الحل يكمن في إعادة ضبط البوصلة.. في إصلاح البيت الداخلي.. بترسيخ قيم العدالة.. ووضع الإنسان المناسب.. في المكان المناسب.. دون اعتبارات جانبية.. أو مصالح شخصية.. فلا نظرة استثنائية لأخ مسؤول.. أو أبٍ متنفذ..

والحل في محاربة الفساد من الداخل.. عبر تفعيل وتشجيع المشاريع الصغيرة.. والمتوسطة.. التي تمثل شريان الاقتصاد الحقيقي.. مشاريع لا تستقطب الفاسدين لنهبها.. لأنها تعتمد على البساطة.. والنزاهة.. ولا وجود لذلك الهامش المادي.. الذي يستغله الفاسدون.. وهكذا مشاريع.. تلامس احتياجات الشعب مباشرة..



دولة الرئيس.. إنك بإصلاحك البيت الداخلي.. وضمان عدالة إدارته.. ستضرب العصفورين بحجر واحد.. سترضي الشعب الذي أنهكته المحسوبيات والفساد.. وستقطع الطريق على كل من يتخذ من المناصب.. وسيلة لتحقيق أطماعه.. وستبني للأردن قواعد راسخة.. تمتد لتلامس عنان السماء.. رشداً ونماءً وازدهاراً..



دولة الرئيس.. نتوسم فيك الخير الكثير.. فقد كنت قريباً جداً من جلالة الملك.. ولا شك أنك على اطلاع عميق.. برؤى جلالته السامية.. والتي كلنا ثقة.. بأنها تصب في مصلحة الأردن.. ومؤسساته.. ومواطنيه.. تلك الرؤى التي تحارب الفساد بكل أشكاله.. وتدفع نحو الإصلاح والعدالة والنزاهة..



فكن الرئيس الذي يسطر صفحات الأردن بحروف من نور.. ومداد من ذهب.. وابدأ رحلة التغيير التي ينتظرها الشعب بشغف وأمل.. ليبقى الأردن واحة للأمان والازدهار.. كما أراده الهاشميون.. وكما يستحقه الأردنيون..