الاقتصاد الدائري ورؤية التحديث الاقتصادي

من ضمن أهم محركات رؤيةالتحديث الاقتصادي في الأردن محرك الصناعات الوطنية عالية القيمة، ويضم هذا المحرك تسعة قطاعات تندرج تحتها 104 مبادرات.

يوجه المحرك عملية تنفيذ الاستراتيجيات المستقبلية للنهوض بالاقتصاد الصناعي الأردني وتحويل المملكة إلى مركز صناعي في المنطقة ومركز لتصدير المنتجات.



محتوى المحرك مهما جدا، إلا أن المبادرات لم تتضمن نماذج الاقتصاد الدائري ، على الرغم من أنه قد يكون جدا فعال في الأردن بظل اقتصاد يعاني من مخاطر كثيرة وبالأخص في ظل الظروف السياسية الراهنة.



إن نماذج الاقتصاد الدائري، تدعم تطوير نماذج الأعمال التي تركز على تأجير المنتجات أو مشاركتها أو استرجاعها في نهاية عمرها الافتراضي، وتركز على إعادة تصنيع المنتجات وهذا يقلل من النفايات ويشجع على إعادة استخدام المواد، مما يوفر تكاليف المواد الخام اللازمة لإنتاج سلع جديدة.



كما يسهم الاقتصاد الدائري في إعادة التدوير للعديد من النفايات لاستخدامها بتحسين المنتجات الزراعية بشكل فعال وتقليل التلوث البيئي السلبي على الزراعة.

إن الاقتصاد الدائري يقدم العديد من الأفكار الصناعية في الممارسات الزراعية المستدامة.



على سبيل المثال الفحم الحيوي، يمكن إنتاجه من خلال استخدام المخلفات النباتية مثل نواتج التقليم أو بقايا المحاصيل لزيادةكفاءة الاحتراق، ولزيادة خصوبة التربة.

في الأردن هناك عدد من المبادرات البحثية بالجامعات الأردنية بجنوب الأردن اقترحت إنتاج الفحم الحيوي وتصديره كإحدى طرق الاقتصاد الدائري.



الأفكار كثيرة ومتنوعة، حتى النفايات الغذائية، ومخلفات الطعام يمكن تحويلها إلى منتجات حيوية مثل الوقود الحيوي والإنزيمات والأحماض العضوية.

كما أن النفايات الصناعية، تتحول بالتدوير الصناعي إلى منتجات جديدة .



مبادرات الاقتصاد الدائري الفعالة ، يمكن ان تساعد على تعظيم كفاءة استخدام الموارد وتقليل النفايات.

وهنا اقترح على العاملين على رؤية التحديث الاقتصادي اضافة مبادرات جديدة تتعلق بالاقتصاد الدائري، حيث هناك العديد من المبادرات الجديدة السهلة وقليلة التكلفة.



علما بأن للمصنعين دور كبير في الاقتصاد الدائري من خلال تمديد عمر المنتج، والتركيز على تعزيز السياسات التي تشجع الشركات المصنعة على الالتزام بمعايير الجودة العالية، وتصميم منتجات تتسم بالمتانة وسهولة الإصلاح وقابلية اعادة التدوير .



ويمكن تقديم تسهيلات وحوافز للممارسات المستدامة، أو إعانات مالية للشركات التي تتبنى ممارسات دائرية، مثل إعادة التدوير أو استخدام تقنيات المصادر المستدامة.

كل تلك المبادرات سوف تساعد على خلق اقتصاد أكثر استدامة، والتكيف مع قيود الموارد المحدودة.



ان الاقتصاد الدائري يجب أن يتزامن مع ثقافة مجتمعية تشجع بشكل مباشر، التحول من الاستهلاكية إلى الانتاجية ، من خلال تشجيع إصلاح السلع بدلاً من التخلص منها، وتعزيز ثقافة إعادة الاستخدام.



لابد من وجود خطة عمل واضحة للحملات التثقيفية، لتعريف الجمهور بفوائد الاقتصاد الدائري وتشجيع الممارسات المستدامة.



إن الاهتمام بالاقتصاد الدائري في الأردن يخدم التنمية المستدامة ويوفر الطاقة، وله انعكاسات إيجابية على النمو الاقتصادي، بالمدى القصير والمتوسط . حمى الله الأردن