بوتين : روسيا برمّتها تدعم الهجوم في أوكرانيا "أكسيوس": وزير الدفاع الاميركي ألغى رحلته المقررة إلى إسرائيل ترامب يخطط لإعلان اتفاق ينهي حرب غزة وسيقدَّم لـ"إسرائيل" كأمر ناجز الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ103 على التوالي واشنطن تعلن آلية جديدة لتوزيع المساعدات في غزة لا تشمل "إسرائيل" مقتل جنديين في غزة وزير الخارجية يجري محادثات موسعة مع نظيره الياباني 5800 مهندس أدلوا بأصواتهم حتى الساعة 12 ظهرا إطلاق نسخة مطوّرة من لعبة تعليمية رقمية للصفوف الثلاثة الأولى شخص يقتل والدته طعناً في البادية الشمالية الأرصاد الجوية ترصد وجود بقعة شمسية شمال عمان "خوم" الماليزية تنفي تقاضي الأردن أموالاً مقابل إنزالات غزة الملك يعود أرض الوطن انطلاق انتخابات نقابة المهندسين أجواء حارة في أغلب المناطق وفيات الجمعة 9-5-2025 جنود الاحتلال قتلى وجرحى في رفح وكتائب القسَّام تكشف التَّفاصيل "الميداني الأردني" في نابلس يجري عمليات جراحية ويواصل تقديم خدماته الطبية الهيئة الخيرية ترد على افتراءات مواد مضللة على الجهد الإغاثي الفايز: التقدم في أي دولة بوابته الأساسية التعليم
+
أأ
-

حلمٌ لم نستيقظ منه بعد: حلمٌ يطاردني

{title}
صوت جرش الإخباري

شذا حجازي



 



كأنه حلم، حلمٌ مرّ علينا دون أن نشعر، وكأننا كنّا في غيبوبة استيقظنا منها على واقعٍ مختلف، لكنه ليس أفضل. الحرب تركت وراءها مشاعر مختلطة، وخلّفت تاريخاً لن أنساه أبداً. وربما لست الوحيدة التي تحمل في داخلها هذا الإرث الثقيل، بل هناك الكثير من اللبنانيين من مختلف المناطق لن ينسوا ما جرى. كان للحرب نهاية، لكن ما خلّفته في قلوبنا وعقولنا لم ينتهِ بعد، وكأنها استوطنت ذاكرتنا، تاركةً وراءها فراغاً غريباً لا يُملأ.

هل حقاً انتهت؟ هل يمكننا أن نعيش حياتنا كما كنا من قبل؟ أسئلة لا تفارقني، وأنا أسترجع صور بيتي المهجور، الزجاج المكسور على الأرض، والأشخاص الذين تخاذلوا ولم يكونوا بجانبنا حين احتجنا إليهم. وتبدأ سلسلة "لن" التي لا تنتهي: لن أنسى كيف تبدل كل شيء في لحظة، لن أنسى الشوارع التي تحولت إلى أنقاض، ولن أنسى كيف كان الخوف يسيطر على وجوه الجميع. كلنا نشعر أن الحرب كانت حلماً، أو بالأحرى كابوساً لم نستيقظ منه بعد. الأيام مرّت، لكن دون أن تحمل معها الشعور بالأمان الذي افتقدناه. كنت ألتقط الصور وأوثّق كل شيء، كأنني أحتاج دليلاً يثبت لي أن كل هذا كان حقيقياً. حتى اليوم، أعيد مشاهدة تلك الصور والفيديوات، وأشعر بنفس القشعريرة التي اجتاحتني في عدد من الأيام.

نحاول أن ننسى، لكن كيف ننسى ونحن ما زلنا نعيش تبعات ما حدث؟ الحرب لم تبدأ فجأة، ولم تنتهِ فجأة. كنا نتجاهل العلامات الأولى حتى أدركنا أننا عالقون في دوامة لا مفرّ منها. ذاكرتي مشوشة، لا أستطيع استرجاع الأحداث كاملة، لكنها محفورة في داخلي كصور متفرقة تبعث فيّ إحساساً غريباً، وكأنني أعيشها من جديد في كل مرة أسترجعها. نتحدث مع الآخرين، ونكتشف أننا لسنا وحدنا في هذا الشعور. الجميع يشعر بنفس الثقل، بنفس الحزن، بنفس الاضطراب. وربما هذا هو العزاء الوحيد: أننا لسنا وحدنا. الزمن لا يعيد لنا ما فقدناه، لكنه علّمنا قيمة الأشياء التي كانت تبدو عادية. نشكر كل من ساعدنا في استعادة منازلنا، جدراننا، وأرضنا، لكن الأهم أننا استعدنا جزءًا من حياتنا، من ذكرياتنا، من هويتنا.

ما تعلّمته من هذه الحرب لن أنساه أبداً. تعلّمت أن أقدّر كل لحظة داخل منزلي، أن أحتفي باللحظات التي كنت أعتبرها مملة، أن أستمتع بروائح الطعام التي تصنعه أمي، وأن أعي جيداً أن لا شيء يعوّض دفء المنزل. الحرب سرقت منا الكثير، لكنها منحتنا درساً لا يُقدّر بثمن: أن نعيش، أن نحب، أن نصنع الذكريات، وأن نتمسّك بالأمل، رغم كل شيء.