وصيّتي

 ريمون مرهج

صيحات من أعماقي تنادي وتهتف لك: لا تجزعي ولا تخافي وابقي على إيمانك بمبادئك، بقيمك، بأحلامك ولا تجعلي رياح اليأس تمزق آمالك وأمنياتك. مهما تلبدت سماء أيامك بغيوم المصاعب السوداء وشلّعت من غصون إرادتك فلا تنكسري لواقع بيئة راكِدة سفيهة معظم قومها مصابون بأمراض الجهل واليأس والشهوة.

أنت ملاك الروح ومنك تحيا نفسي وتتعمد بالطهارة والعزة فترتوي من شذى فكرك الثقافة والطموح والكرامة. تختلج في صدري نبضات حبك الخفي ومشاعرك الصادقة الساطعة في ظلمات أعماق مهجتي كالشمس المتوهجة بأجمل نور ولج إلى عروقي وامتزج مع أنفاسي فكانت لي الحياة وكانت لقلبي البهجة والفرح.

مهما أبعدتنا الأقدار والظروف وبنت ما بيننا المسافات وحجبت عني فرصة اللقاء بك ستبقين أنت بروحك في صدري نبض الوجود وفي عقلي بوصلة الصواب. معك انا إنسان خلوق ماجد يحمل راية الخير والقيم ويسير على دروب النجاح والصواب في العالم دون خوف أو قلق. ومعاً كما بحت لروحي يوماً لا مستحيل ومعاً نحقق أهدافنا ونكون درعاً في وجه كل المكائد والهموم. كلما شعرت بالألم أو اليأس ارفعي رأسك نحو الفضاء وانظري بشغف إلى السماء فتلمحين وجه ملائكتنا مبتسمين لك يبعثون نور السلام إلى قلبك وأنغاماً جميلة تُحيي كيانك وتروي روحك ثقة وأملاً جديداً وتعيد لنفسك ذاكرة وجودك ومدى أهميتك بالنسبة للخالق كما تجعلك تدركين مجدداً كم أنك امرأة جليلة عظيمة راقية بأخلاقك ومبادئك وثقافتك للحياة ثم ضعي يدك على صدرك وانصتي لنبضات فؤادك فتسمعين همسات روحي تناديك: أنا هنا معك للأبد يا ملاكي.