بوتين : روسيا برمّتها تدعم الهجوم في أوكرانيا "أكسيوس": وزير الدفاع الاميركي ألغى رحلته المقررة إلى إسرائيل ترامب يخطط لإعلان اتفاق ينهي حرب غزة وسيقدَّم لـ"إسرائيل" كأمر ناجز الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ103 على التوالي واشنطن تعلن آلية جديدة لتوزيع المساعدات في غزة لا تشمل "إسرائيل" مقتل جنديين في غزة وزير الخارجية يجري محادثات موسعة مع نظيره الياباني 5800 مهندس أدلوا بأصواتهم حتى الساعة 12 ظهرا إطلاق نسخة مطوّرة من لعبة تعليمية رقمية للصفوف الثلاثة الأولى شخص يقتل والدته طعناً في البادية الشمالية الأرصاد الجوية ترصد وجود بقعة شمسية شمال عمان "خوم" الماليزية تنفي تقاضي الأردن أموالاً مقابل إنزالات غزة الملك يعود أرض الوطن انطلاق انتخابات نقابة المهندسين أجواء حارة في أغلب المناطق وفيات الجمعة 9-5-2025 جنود الاحتلال قتلى وجرحى في رفح وكتائب القسَّام تكشف التَّفاصيل "الميداني الأردني" في نابلس يجري عمليات جراحية ويواصل تقديم خدماته الطبية الهيئة الخيرية ترد على افتراءات مواد مضللة على الجهد الإغاثي الفايز: التقدم في أي دولة بوابته الأساسية التعليم
+
أأ
-

خاطرة

{title}
صوت جرش الإخباري

 ناريمان الناشف



 



منذ بدء العام وأنا أحاول ترتيب غرفتي… رتبت الأغراض بعناية جمعت زجاجات عطوري الفارغة وأضفتها إلى سابقاتها مع مجموعتي الكبيرة من الأقلام الجافة التي لطالما عزفت عن التخلص منها وألقيتها في درجٍ يفوح بالفراغات. كانت أشيائي كومة من بقايا، فغالباً ما كانت نفسي تصنع علاقة طيبة مع الجماد. نظّمت كتبي التي عانت مؤخراً من فوضى عارمة. رتبت ثيابي التي تتعارك عند كل صباح لتحظى برحلة شاقة فوق جسدٍ منهك، وتظن أنها تنافس بجدارة، لكن سرعان ما تعود الى رفيقاتها مخذولة الوشاح كونها لم تعش إلا يوماً متعِباً وكثيراً من الكفاح. أمّا أدوات التّبرّج فتنتظر دورها بحرارة لتعود الى ديارها الآمنة، فقد ملّت الغبار والبرودة تعبت من أن تُحشر في حقيبة مظلمة كأنها في قطارٍ مزدحم بغير شبيهاتها. ومررت على دفاتري القديمة التي احتفت بلمسة أصابعي، شعور غريب داخلني عندما مسحت عنها غبارها شعرت كأنها تبتسم وتشكرني رغم عدم تجاوبها. لم أدرك إن كانت فعلاً قد ابتسمت أم أنها فقط تحرّكت شاكرة، لكني أدرك تماماً أن نبضي قد تحرك عندما تنشّقت غبار دفاتري التي تحمل نفسي السابقة، ذاتي التي أضعتها في معركة الحياة، روحي التي تناسيتها وانا أحارب اليوميات.



 





أشتاقها… أشتاقها كثيراً وأبحث عنها دوماً، أبحث عن نفسي القديمة في كل زاوية أحاول أن أعيد أثرها الذي يلاحقني طيفه على مرّ النّبضات هي روحي… روحي التي تركن في محطة انتظار، تراقب حياتي التي لم تكن تطمح لمثلها، تحمل حقيبتها وتجلس أمام قطار العمر لا أدري إن كانت ستغادر هي أيضاً أم أنها ستعود لتحمل بي من جديد الى عمق أحلامي…

أحلامي… هذه الكلمة المضحكة التي باتت معلقة على جدار غرفتي في إطار خشبي تتأملني وتبتسم كل ليلةٍ. رتبت فرشاة شعري وأحذيتي، نفضت سريري فغصّ الجوّ بالغبار، مسحت زجاج مرآتي فتراءى لي فيها شخص غريب الملامح عيونه ترتسم بين تجاعيد الزمن، شاحب اللون حزين التعابير أظن أني أعرفه… أعرف بعض ملامحه لكنه تغيّر… تغير كثيراً بات أكثر قسوة وأقل قلقاً، بعدها نظمت كل ما في الغرفة رتبت كل شيئ بدقة… إلا داخلي لم استطع ترتيب ضجيج أفكاري رغم المحاولة. لم يسبق لي يوماً أن فشلت في تنظيم روحي لكنها اليوم لم تعد تنتظر مني المبادرة، أصبحت تتشبّث دوماً بندوبي وبقعي الزرقاء فتماهيت مع عاداتي السيئة كالوباء.