كيف أذهلت المقاومة العالم؟ كواليس معركة طوفان الأقصى
معركة "طوفان الأقصى" جاءت كطوفان حقيقي اجتاح كيان الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا بعد عرض مشاهد برنامج ما خفي أعظم على قناة الجزيرة الفضائية، البرنامج كشف لقطات حصرية لقائد أركان المقاومة، محمد الضيف، وهو يمنح الضوء الأخضر لتنفيذ العملية، إلى جانب مشاهد لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، وهو يتواجد في أرض المعركة، ما يبرز عظمة هذا الحدث وإنجازه الاستثنائي.
مشاهد قوية لبطولات كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية تركت بصمتها العميقة في عقول قادة الاحتلال الإسرائيلي ومنظومته الأمنية والعسكرية.
تعليقات المحللين والكتّاب السياسيين لم تتوقف حول حلقة ما خفي أعظم، إذ أجمعوا على وصف عملية "طوفان الأقصى" بأنها الأعقد على مدار التاريخ.
العملية الأعقد في التاريخ
الكاتب والمحلل السياسي أحمد الكومي أكد أن ما عُرض في برنامج ما خفي أعظم أظهر إلى أي مدى كانت عملية الطوفان معقدة، إذ تم التخطيط لها بعناية فائقة وجرأة غير مسبوقة، ما نقل الصراع إلى مراحل متقدمة.
وأوضح الكومي، في حديث لوكالة "شهاب"، أن عملية الطوفان تمثل أكبر خطة خداع استراتيجي ستُدرّس في الكليات العسكرية العريقة.
وأضاف أن التخطيط لهذه العملية أظهر براعة القيادة العسكرية لكتائب القسام، إذ لم تكن تخطط فقط لتنفيذ عملية عسكرية، بل كانت تسعى إلى كتابة تاريخ جديد، مستشهدًا بما ورد على لسان القائد محمد الضيف.
وأشار الكومي إلى أن وسط أجواء المعركة وتحدياتها، لم تغفل قيادة الكتائب عن تكريم الجندي الأكبر والأشجع في هذه الحرب، وهو الشعب الفلسطيني، من خلال التحية العسكرية التي أُديت لقائد لواء غزة.
وتابع: "العرف السائد هو أن التحية العسكرية تؤدى للجيوش، إلا أن غزة غيرت هذه المعادلة، حيث أُديت التحية للشعب. هذه الصورة تختزل كل الخطابات وتعيد الفضل إلى أهله."
وشدد الكومي على أن هذه الحلقة من البرنامج تُعدّ الأكثر توافقًا مع اسمه، ما خفي أعظم، مشيرًا إلى أن الأسرار الحقيقية لعملية الطوفان قد تكون أعظم بكثير مما تم الكشف عنه.
المقاومة عظيمة
من جانبه، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور عمر جعارة إن ما عُرض من تفاصيل عملية السابع من أكتوبر يعكس عظمة المقاومة الفلسطينية في غزة، مؤكدًا أن ما حققته المقاومة يُعد إنجازًا استثنائيًا.
وأوضح جعارة، في حديث لوكالة "شهاب"، أن المقاومة أظهرت تخطيطًا متقنًا لعملية "طوفان الأقصى"، ما انعكس في تفاصيل المشهد الذي رأيناه. وأكد أن قيادة المقاومة، وخاصة كتائب القسام، أشرفت بدقة على جميع مراحل التخطيط والتنفيذ.
وأضاف أن العملية، التي وُصفت بالمعقدة والاستراتيجية، نجحت في الحفاظ على سريتها المطلقة، مشددًا على أن برنامج ما خفي أعظم كشف جوانب عظيمة من هذه العملية.
وأشار جعارة إلى أن عملية الطوفان هي إنجاز فلسطيني خالص، ولو تم الكشف عن تفاصيلها مسبقًا، لكان الاحتلال قد أجهضها. ووجه التحية للمقاومة الفلسطينية على هذا العمل العسكري الذي سيبقى محفورًا في تاريخ القضية الفلسطينية.
